استبدل زوجتك بزوجتك
التجديد هو روح الحياة الزوجية السعيدة، ولكي تبلغ ذروة الشعور بالسعادة الناتجة عن هذا التجديد، فيجب عليك أن تجعله يشمل جانبي حياتك (الظاهري منها والباطني) وهو ما يعني الجانب النفسي، وحيث أن الكثير من التجارب الزوجية قد باءت بالفشل الذريع نتيجة لفشل أصحابها من الاستفادة من هذا التجربة الإيجابية الرائعة والتي أعنيها (بالتجديد)!!
فإنني هنا أهدي تجربتي الشخصية لإخواني وأخواتي في الله، عسى الله أن يجعلها سبباً في عمار بيوت المسلمين، وتجديد روح السعادة فيها.
وحتى لا أطيل عليكم، فإنني وباختصار شديد رزقت بزوجة صالحة (أحسبها كذلك ولا أزكي على الله أحداً) تتمتع بذكاء وفطنة بالغتين، لطالما استهنت بهما حقبة من الزمن، غير أنه كلما أظلمت الدنيا في وجهي، سواء فيما يتعلق بتجارتي أوعلاقاتي الشخصية، جاءت همساتها في أذني لتفك تلك الطلاسم التي تولدت عن هذا الظلام بكلمات بسيطة منها، تدل على صفاء ذهني وقلبي رائعين، يجعلني في موقف المجبر حتماَ على الإصغاء لصوتها الذي أضحى يمثل لي طوق النجاة في كل مرة تحيط بي تلك المواقف المؤلمة، غير أني بمكابرتي لم أعترف لها مطلقاً بذلك رغم تجاوزي بنصائحها معظم المشاكل التي واجهتني!!! وفي كل مرة لا أرضخ للاعتراف بفضلها بعد فضل الله سبحانه؛ كنوع من الاستعلاء الرجولي الأحمق!!!
هذه الفطنة التي تتمتع بها زوجتي، انعكست كذلك على تفوقها على قريناتها من النساء بحسن تصرفاتها كزوجة، فما يمر علينا فترة من الزمن، حتى تقترح علي اقتراحات من شأنها تجديد النفسيات الراكدة، كعمل شهر عسل جديد، أو الخروج منفردين عن الأولاد في دعوة منها لاحتساء فنجانين من القهوة في جو شاعري بالخارج، ولطالما استخففت بمقترحاتها هذه في البداية، غيرأن الشعور الذي ينتابني بعد عودتي في كل مرة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، نجاحها في تجديد نفسيتي الراكدة جراء روتين الحياة الممل، هذا من الناحية النفسية، أما من الناحية الظاهرية، فيكمن في حرصها الدائم على تجديد مظهرها الخارجي أمامي
حيث أن منطقها في ذلك هو قول الحق تبارك وتعالى :" قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" فطالما أن المرأة تتزين لزوجها بما هو مباح، فلتكن أكثر النساء حرصاً على ابتكار كل ما هو جديد، ومن شأنه أن يجعل زوجها منبهراً بها، بدلاً من أن ينبهر بغيرها من النساء، لذا تجدها أحرص ما تكون على استخدام الزينة المباحة لتغيير الشكل العام لمظهرها الخارجي بشكل مستمر، سواء من ألوان الشعر، أو تغيير ما يسمونه بالـ (أوت لوك) كل هذا جعلني بالفعل لا أمل رؤيتها أبداً، بل أتشوق للقائها عند عودتي من العمل يومياً، بل وامتد ذلك الشعور لارتباط وثيق بها، لدرجة أنني كلما اضطررت للسفر بالخارج، أشعر وكأنني كالطفل الذي اغترب عن أمه، ويحلم بسرعة العودة إليها!!
ولطالما صدمني التاريخ بشعورغريب، كلما أجد أنني قضيت معها على هذه الحال أكثر من 16 عاماً، حيث أضحت بتجديداتها الدائمة تشعرني أن ليلة الزفاف ما كانت إلا بالأمس القريب فقط!! إلا أن إزعاج أولادي الـ 6 (حفظهم الله) من حولي يجعلني أوقن بحقيقة هذه الـ 16 عاماً!!!
الشيء السخيف الذي يسجل نقطة سوداء في حقي، هو عدم حرصي في المقابل بتجديد مظهري الخارجي أمامها، سواء من ناحية المحافظة على العطور التي تفضلها، أو الملابس المتنوعة التي يمكنني التبديل فيها بالمنزل، وكل ذلك بسبب انهماكي الكبير في العمل، ولكني في قرارة نفسي أوقن أن من حقها عليَّ مبادلتها التجديد من مظهري في المقابل كذلك، حتى تصبح سعادتنا متبادلة، وفي نماء دائم.
كل الذي أرجوه من وراء نصيحتي هذه، أن يحاول كل منا أن يجدد نفسية زوجته ببعض الفعاليات الغير معتادة في حياتهما، لأن هذا التجديد، سيجعل منها إنسانة جديدة في كل شيء، في تصرفاتها مع زوجها، في حرصها على كسب حبه ومودته، في تنافسها على بلوغ أعلى مراتب الزينة للظهور أمامه بأفضل صورة، تسحق بصفاء وطهارة مقصدها وحسن مظهرها كل مساحيق الزيف التي تتوارى خلفها العاهرات أمام شاشات التلفاز!!
إن التجديد الظاهري والنفسي للزوجين، سبب مباشر في جلب الشعور بالسعادة الكبيرة لهما، وعدم الشعور أبداً بالملل في حياتهما الزوجية، لذا فإنني أتوجه للرجال خاصة، لأنهم الأساس في إنجاح تلك التجربة التي نجحت معي على الرغم من أن صاحبة المبادرة فيها كانت زوجتي ولم أكن أنا المبادر بها، فما بالنا لو كان الرجل هو المبادر بهذا التجديد؟
وما أشد وقع هذه المفاجأة المذهلة بحسنها على نفسية زوجته؟!!
لا شك سيكون لها أكبر الأثر في مسح آثار الجفاء عن قلبها، وتهيئتها لبدء مرحلة جديدة من الحياة الزوجية، صافية من كل كدر ونكد، لذا أقول لكل زوج : "استبدل زوجتك الحالية التي صعنت منها بأفعالك كماً مهملاً في البيت، فقتلت فيها مشاعرها، وقضيت على معظم آمالها بالنجاح في إسعادك، بزوجتك الجديدة التي هي في الحقيقة زوجتك الحالية، ولكنك بهذا التجديد سوف تبرق أمام عينها بأول شعاع أمل؛ إيذاناً برياح التغيير والتجديد ونسائم السعادة المتبادلة بينكما" فوفائها لك جدير بإكرامك لها، وصبرها على تربية أبنائك جدير بمكافأتك لها، وحبها الكبير لك جدير بإسعادك لها، فلا تبخل عليها بتجديد نفسيتها بابتكار الجديد من الفعاليات الحياتية التي تجدد بها نفسيتها؛ فتسعدها بك لتسعدك، ولا تبخل عليها بالاستفادة من أكبر قدر ممكن من مراكز التجميل النسائية التي تخرجها لك في كل مرة في ثوب جديد، ومظهر جذاب، إذ لا بأس مطلقاً بأن تجعل من زوجتك مشروعاً استثمارياً تجني أرباحه سعادة معها في حياتك، بتجديد المظهر الذي يجدد النفوس ويثير الجاذبية بينكما، فمراكز التجميل التي نجحت في تحويل الغوريلات من العاهرات اللاتي يلوثن أعيننا بفحشهن صباح مساء على شاشات التلفاز، لن تعجز أبداً عن الوصول بزوجتك لأعلى منازل الزينة الحلال، البعيدة عن تجاوز الحدود الشرعية، و التي تزين زوجتك في عينك، كزوج يبحث عن المتعة الحلال.، ألا فهيا أيها الرجال كي نستبدل زوجاتنا المكلومات بزوجاتنا السعيدات
أبو مهند القمري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق