الجمعة، 5 نوفمبر 2010

طرق التخلص من الرياء






الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد 


للتخلص من الرياء أن يسلك هذه السبل في علاج نفسه منه ، ومن ذلك :


1. استحضار مراقبة الله تعالى للعبد :
 وهي منزلة " الإحسان " التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل ، وهي " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " رواه مسلم ( 97 ) . 


فمن استشعر رقابة الله له في أعماله يهون في نظره كل أحد ، ويوجب له ذلك التعظيم والمهابة لله تعالى . 


22. الاستعانة بالله تعالى على التخلص من الرياء :


قال الله تعالى عن المؤمنين (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة 5 ) ، ومن الأشياء التي تنفع في هذا الباب الاستعانة بالله في دعائه ، قال عليه الصلاة والسلام : "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم " رواه أحمد (4/403) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " (3731 ) . 


3. معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية : 



حيث أن الجهل بذلك يؤدي إلى الوقوع أو التمادي فيه ، فليعلم أن الرياء مُحبط للأعمال ، وموجب لسخط الله ، والعاقل لا يتعب نفسه بأعمال لا يكون له أجر عليها ، فكيف إذا كانت توجب سخط الله وغضبه . 


ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الآخرة ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام: " أَن اللَّه تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إِلى العباد ليقضي بينهم وكل أُمةٍ جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقاتل في سبيل اللَّه ورجل كثير المال فيقول اللَّه للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا ربِّ قال فماذا عَمِلت فيما عُلِّمت قال كنت أقوم به آناء اللّيل وآناء النهار فيقول اللَّه له كذبت وتقول له الْملائكة كذبت ويقول اللَّه بل أَردت أَن يقال إِن فلانا قارئٌ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول اللَّه له ألم أوسِّع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحدٍ قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أَصل الرحم وأتصدَّق فيقول اللَّه له كذبت وتقول لَه الملائكة كذبت ويقول اللَّه تعالى بل أردت أن يقال فلان جوادٌ فقد قيل ذاك ويُؤتى بالذي قُتل في سبيل اللَّه فيقول اللَّه لَه في ماذا قُتلْت فيقول أمرت بالْجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قُتلت فيقول اللَّه تعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول اللَّه بل أَردت أَن يقال فلان جريء فقد قِيل ذاك ثم ضرب رسول اللَّه r على ركبتي فقال يا أَبا هريرة أُولئك الثّلاثة أوَّل خلق اللَّه تُسعَّر بهم النَّار يوم الْقيامة " رواه الترمذي ( 2382 ) وحسّنه ، وصححه ابن حبان (408 ) ، وابن خزيمة ( 2482 ) .

4. النظر في عقوبة الرياء الدنيوية :

وكما أن للرياء عقوبة أخروية ، فكذلك له عقوبة دنيوية ، وهي أن يفضحه الله تعالى ، ويظهر للناس قصده السيّئ ، وهو أحد الأقوال في تفسير قوله عليه الصلاة والسلام :
" من سمَّع : سمَّع الله به ، ومَن راءى : راءى الله به" رواه البخاري ( 6134 ) ومسلم ( 2986 ) . 



قال ابن حجر : قال الخطابي معناه : من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه . 


وقيل : من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة . أ.هـ " فتح الباري " ( 11 / 336 ) . 


5. إخفاء العبادة وعدم إظهارها :

وكلما ابتعد الإنسان عن مواطن إظهار العبادة كلما سَلِم عمله من الرياء ، ومن قصد مواطن اجتماع الناس حرص الشيطان عليه أن يظهر العبادة لأجل أن يمدحوه ويُثنوا عليه . 



والعبادة التي ينبغي إخفاؤها هنا هي ما لا يجب أو يُسنُّ الجهر به كقيام الليل والصدقة وما أشبههما ، وليس المقصود الأذان وصلاة الجماعة وما أشبههما مما لا يُمكن ولا يُشرع إخفاؤه . 


نسأل الله الإخلاص في القول والعمل وأن يغفر لنا ما وقعنا فيه من الرّياء والسمعة وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق