قال صلى الله عليه وسلم : ( " أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك " ).
ولا تخن من خانك ....... فالنهي أن تخن من خانك فكيف بمن يخون إنسان لم يخنه فالوعيد أشدِ
الخيانة من الكبائر :
الخيانة من كبائر الذنوب ، قال الإمام الذهبي في كتاب الكبائر: والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم . اهـ وقال صلى الله عليه وسلم :( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته .. )
والغدر ضد الوفاء أي الخائن لإنسان عاهده أو أمنه .
والغدر هو ترك الوفاء
وقد ذكر الإمام الذهبي أن الخيانة من الكبائر ــ قال: الكبيرة الخامسة و الأربعون : الغدر و عدم الوفاء بالعهد وشدد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك بان جعل نفسه خصيم الغادر يوم القيامة وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره ( رواه البخاري ) وعن يزيد بن شريك قال رأيت عليا رضي الله عنه على المنبر يخطب فسمعته يقول لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما ( أي غدر به ) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا (رواه مسلم وغيره ) يقال أخفر بالرجل إذا غدره ونقض عهده قال ابن رجب الحنبلي في كتابه : جامع العلوم والحكم : والغدر حرام في كل عهد بين المسلم وغيره ولو كان المعاهد كافرا ولهذا في حديث عبدالله بن عمرو والغدر حرام في كل عهد بين المسلم وغيره ولو كان المعاهد كافرا ولهذا في حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة
جاء في الحديث الصحيح : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان وجاء في حديث آخر : عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان * ( صحيح ) _ وأخرجه البخاري ومسلم . وجاء في الصحيحين عن رسول لله صلى الله عليه وسلم أنه قال [ ينصب لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان بن فلان ] قال ابن كثير : والحكمة في هذا أنه لما كان الغدر خفيا لا يطلع عليه الناس فيوم القيامة يصير علما منشورا على صاحبه بما فعل وهكذا يظهر للناس ما كانوا يسرونه من المكر ويخزيهم الله على رؤوس الخلائق وقال ابن حجر في فتح الباري : والحكمة في نصب اللواء أن العقوبة تقع غالبا بضد الذنب فلما كان الغدر من الأمور الخفية ناسب أن تكون عقوبته بالشهرة ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب وقال النووي في شرحه على مسلم : لكل غادر لواء أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء الشهرة ؛ وفي هذه الأحاديث بيان غلظ تحريم الغدر وظاهره أن لكل غدرة لواء فيكون للواحد ألوية بعدد غدراته وقال الشوكاني في نيل الوطار : " عند أستة " قال ابن منير كأنه عومل بنقيض قصده لأن عادة اللواء أن يكون على الرأس فنصبه عند السفل زيادة في فضيحته لأن الأعين غالبا تمتد إلى الألوية فيكون ذلك سببا لامتدادها للذي بدأت له ذلك اليوم فيزداد بها فضيحة
والغدر من الظلم
وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده )
و لقد وعد الله حين قال عن دعوة المظلوم ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) ، ولكن الكثيرين ينسونها او يتناسونها ويتساهلون في ظلم غيرهم سواء كان الظلم من رئيس لموظفيه او قاض لمن اشتكى لديه ! أو ابن لأبويه أو ظلم زميل لآخر ، أو الظلم الذي تقوم به البنوك حين تستدرج البسطاء بقروض لتفرج الضائقة التي يمرون بها فإذا بها ترميهم في السجون أو تنتهي بهم الى فقر أشد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق